يجب تأديب حماس

دكتور إيهاب الدالي
د . إيهاب الدالي – كاتب من غزة
إلى جميع دول العالم أعلنوا حالة الطوارئ في بلادكم، أطلقوا صفارات الإنذار،
اختبئوا في ملاجئكم وترحموا على أنفسكم، جهزوا مضادات الطائرات والرادارات وكل أنواع أجهزة الرصد .
يا للهول، يا ترى ماذا سيحدث ولماذا كل هذه الاستعدادات هل هي حرب عالمية ثالثة ؟
أيصدق أي عاقل بأن دولة محتلة كفلسطين وقطاع غزة المحاصر تهدد أمن العالم كله .
(إسرائيل) تريد أن تقنع العالم كله بترويج إعلامي أن حركة حماس تسعى لامتلاك صواريخ
وترسانة عسكرية كبيرة وقوية، وعلى العالم أن يساعد (إسرائيل) في ذلك.
أوووو أتمتلك حماس صواريخ عابرة قارات أم طائرات تفوق افــــــ 16 ويا ترى ما هي أنواع الدبابات التي تمتلكها ؟
ليبكي العالم عليك ويتعاطف معك أيها المحتل, عليك أن تخدعهم أكثر وتدعي بأن حماس
لديها مفاعل نووي ويجب استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات على حماس بسبب
رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. لا تقلق يا عدونا إكذب كيفما تشاء فأنت عند العالم الصادق
لأنك محمي بفيتو أمريكي. هل استطاعت (إسرائيل) بمجازرها وحروبها كسر صمود
وإرادة الشعب الفلسطيني للمطالبة بحقوقه المشروعة؟
أيها المحتل أننا شعب يريد أن يحيا حراً يأبى إلا أن يعيش مرفوع الهامة،
ولا يريد أن يموت جوعاً أو مذلولاً، تلك الأسباب التي جعلتنا شعب إرهابي من وجهة نظر صهيو أمريكية .
فواعجباه ، أطفال فلسطين الذين استشهدوا بين كتبهم ودفاترهم إرهابيون،
ومن يسعى إلى لقمة عيش كريمة يعبث بالأمن القومي،
أم قطاع غزة الذي دمر واعتبر مدينة منكوبة هو كيان معادي .
تعريف الإرهاب بمنظور أعوج : هو كل شيء لا يتفق مع المصالح الأمريكية أو الصهيونية .
أما الإرهابي في نظرهم : هو كل شخص غير مرغوب لدى أمريكا أو (إسرائيل) .
ذلك يعني أنه يجب علينا أخذ صك الغفران منهم . ذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية
أن وزيرة الخارجية آنذاك تسيبي ليفني أبلغت جيمس جونز المبعوث الأمريكي
الخاص لشئون الأمن في الشرق الأوسط بأن إقامة دولة فلسطينية وسط الوضع الحالي
في قطاع غزة لا يتفق مع مطالب (إسرائيل) الأمنية. يريدون دولة فلسطينية على الطراز الصهيوني،
حسب مزاج (إسرائيل)، اليوم تفكر بإقامتها حسب خطتها، وغداً تقتل من يجرؤ الحديث عنها،
والآن لا يتفق مع مصالحها. الذين يهددون أمن العالم ينامون كل ليله جوعى
يصبرون ويمسحون دموع أطفالهم بكلمات صبرٍ وأمل لا يجدون لهم مأكلاً ولا مشرباً
فمصطلح حليب أصبح بالنسبة لأطفال غزة ذكرى والنوم الهادئ أمل .
شعبٌ يحاصر، يجوع أطفاله، يقتل، يذبح ويشرد أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يريد
أن يطبق فلسفة جديدة (الحرب على الإرهاب).
الحرب على مليون ونصف نسمة محاصرون منذ أكثر من ثلاثة أعوام
ويستشهد أكثر من 1500 ويصاب حوالي 5000 جريح تعتبر حرب من أجل السلام
ويصفق لمرتكبي الجرائم، ويؤخذ بالأحضان، ويعطى جازة نوبل للسلام.
لا نستعجب من سياسة أمريكا ومساندتها ودعمها اللا محدود (لإسرائيل)
ولكن نأسف على الدول العربية المتواطئة، حيث كانت الحرب بدعم من دول عربية كما قالت (إسرائيل)
وتم التهديد من أرض الشقيقة مصر، وما كان من حكامنا المتآمرين إلا أن يقولوا ( يجب تأديب حماس) .
نعم يجب تأديبها لأنها جاءت عبر صناديق الإقتراع،
لأنها رفضت المفاوضات اللا مثمرة التي يسميها كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات
في كتابه “الحياة مفاوضات”.
ويأتينا من يهدد الفلسطينيين بقطع أرجلهم إذا عبروا الحدود إلى مصر،
وكذلك بناء جدار العار على شعب غزة.
يا سيادة المسؤول كنا نريد أن نسمع منك قطع أرجل وأيدي ورأس كل من يتعدى على أهلنا
في فلسطين ويستبيح عرضهم ودمهم، بدلاً من كسر أرجل الجوعى والأرامل، والمحاصرين في غزة،
وأحببنا أن نسمع خبر عاجل بأن مصر تفتح المنفذ الوحيد لقطاع غزة، معبر رفح البري .
هل النائب البريطاني (جورج جالاوي) أصبح فلسطينياً أم حمساوياً حتى يؤدب ويصبح شخص غير مرغوب به
ويمنع دخوله مصر مستقبلاً، أم لأنه جاء على رأس قافلة إغاثة لقطاع غزة محملة بالغذاء والدواء
وحليب أطفال وسيارات إسعاف.
ماذا يريد العالم منا وماذا يعني شرق أوسط جديد طالما نادت به الإدارة الأمريكية ومن والاها ؟
يريدون بأن تكون أمريكيا هي الجهة الراعية والمسؤولة والوحيدة على منافذ ومعابر وممتلكات
ومقدرات الشرق الأوسط، و(إسرائيل) هي الراعية لتلك المخططات، تنفيذ حكام ما عليهم إلا السمع والطاعة ،
يريدون منا أن نبيع ديننا وأخلاقنا وأوطاننا حتى نحظى بشرف مسماهم المزعوم (شرق أوسط جديد).
فإلى المتخاذلين من العرب وصناع الهزيمة !!!!!!!
النصر آت وزوال (إسرائيل) حتمية قرآنية وتاريخية والمقاومة شرط زوال (إسرائيل) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون يهود
فيقتلهم المسلمون فيقول الحجر والشجر :
يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر يهود”.